في مباراة حملت الكثير من الإثارة والتشويق، نجح النادي الأهلي في تحقيق فوز ثمين على فريق حرس الحدود ضمن منافسات الدوري المصري الممتاز في أبريل 2025، ليواصل مسيرته القوية في المسابقة. هذا الانتصار لم يكن عاديًا، فقد جاء بأقدام النجم المغربي أشرف بن شرقي، الذي عاد إلى صفوف الأهلي بعد غياب طويل، ليثبت أن عودته لم تكن مجرد خطوة عابرة، بل إضافة نوعية أعادت للفريق بريقًا خاصًا. هدف بن شرقي القاتل في الدقائق الأخيرة كان بمثابة توقيع المايسترو على لوحة فنية رياضية، أشعلت حماس الجماهير وأكدت أن الأهلي لا يعرف الاستسلام.

عندما أُعلن عن عودة أشرف بن شرقي إلى الأهلي في فترة الانتقالات الشتوية لموسم 2024-2025، كانت الجماهير في حالة من الترقب الممزوج بالحماس. اللاعب المغربي، الذي سبق له اللعب بقميص الأهلي قبل أن يخوض تجارب احترافية خارجية، كان يحمل في جعبته سجلاً حافلاً بالمهارة والأهداف الحاسمة. عودته جاءت في وقت يبحث فيه الفريق عن تعزيز خط هجومه، خاصة مع المنافسة الشرسة في الدوري والبطولات الإفريقية.

مباراة حرس الحدود كانت واحدة من أولى الاختبارات الكبرى لبن شرقي بعد عودته. الجماهير ملأت مدرجات استاد القاهرة، متلهفة لرؤية النجم المغربي في أول ظهور رسمي له هذا الموسم. من جانبه، دخل حرس الحدود المباراة بثقة عالية، مستندًا إلى أدائه الدفاعي القوي في المباريات السابقة، وباحثًا عن مفاجأة أمام عملاق الكرة المصرية.

منذ صافرة البداية، بدا واضحًا أن المباراة ستكون صعبة على الطرفين. الأهلي سيطر على الكرة في معظم فترات الشوط الأول، معتمدًا على تحركات أشرف بن شرقي على الجهة اليسرى، حيث أظهر اللاعب المغربي لمحات من مهارته العالية في المراوغة والتمرير. لكنه واجه دفاعًا متماسكًا من حرس الحدود، الذي أغلق المساحات ببراعة، مانعًا الأهلي من تهديد مرماه بشكل مباشر.

حرس الحدود، بدوره، لم يكتفِ بالدفاع، بل حاول استغلال الهجمات المرتدة، مستفيدًا من سرعة لاعبيه في الأطراف. في إحدى اللحظات، كاد الفريق أن يتقدم بعد تسديدة قوية مرت بجوار القائم، لكن حارس الأهلي كان في الموعد. انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي، وسط إحباط نسبي لجماهير الأهلي التي كانت تتوقع بداية أقوى من فريقها.

مع بداية الشوط الثاني، دفع مدرب الأهلي بتعليمات واضحة لزيادة الضغط الهجومي، مع التركيز على استغلال قدرات بن شرقي في اختراق الدفاع. النجم المغربي بدأ يتحرك بحرية أكبر، متنقلًا بين الأطراف ومنطقة الوسط، مما أربك خطة حرس الحدود الدفاعية. في الدقيقة 55، كاد بن شرقي أن يفتتح التسجيل بعد تمريرة متقنة من أحد زملائه، لكنه سدد الكرة فوق العارضة بقليل.

وفي الدقيقة 70، نجح حرس الحدود في خطف هدف التقدم بعد هجمة منظمة انتهت بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء، لم يتمكن حارس الأهلي من التصدي لها. هذا الهدف أشعل المباراة، حيث بدا أن حرس الحدود في طريقه لتحقيق مفاجأة كبرى. لكن الأهلي، بقيادة أشرف بن شرقي، رفض الاستسلام.

مع اقتراب المباراة من نهايتها، تحول الأهلي إلى وضع الهجوم الشامل. الجماهير كانت تدعم الفريق بصوتها العالي، بينما كان بن شرقي يقود الهجمات بثقة واضحة. في الدقيقة 88، حصل الأهلي على ركلة حرة على حدود منطقة الجزاء. تقدم بن شرقي لتنفيذها، وأطلق تسديدة متقنة التفّت حول الحائط البشري وسكنت الشباك، معادلًا النتيجة وسط صيحات الفرح من الجماهير.

لم يكتفِ بن شرقي بهذا الهدف. في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، تلقى اللاعب المغربي تمريرة طويلة من خط الوسط، فانطلق بسرعته المعهودة متجاوزًا مدافع حرس الحدود، قبل أن يواجه الحارس ويسدد كرة أرضية زاحفة استقرت في الشباك. هدف الفوز جاء كالصاعقة على حرس الحدود، بينما انفجرت المدرجات فرحًا بعودة المايسترو بأفضل صورة ممكنة.

هذان الهدفان لم يكونا مجرد نقطتي تحول في المباراة، بل كانا إعلانًا قويًا عن عودة أشرف بن شرقي كنجم لا غنى عنه في تشكيلة الأهلي. اللاعب، المعروف بقدرته على المراوغة والتسديد من مسافات بعيدة، أظهر شخصية قوية وقدرة على تحمل المسؤولية في أصعب اللحظات. تصفيق الجماهير له بعد المباراة، وترديد اسمه في كل ركن من الاستاد، كان دليلاً على أنه استعاد مكانته كأحد أبرز نجوم الفريق.